Powered By Blogger

Minggu, 20 November 2011

طرق أو أشكال الطور الدلالي



علم الدلالة (Semantik)

مقدمة
        الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لأولى القلوب
والأبصار وتبصرة لأولى الألباب والاعتبار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه. صلوات الله وسلامه على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد
أن تغير المعنى يمس جانب اللفظ بصورة أساسية، وأننا حينما نعالج موضوع تغير المعنى لا نعالجه منعزلا، وإنما في ضوء الألفاظ التي ترتبط بالمعانى المتغيرة وتعبير عنها. ويشبه بعض اللغويين تغير المعنى عن طريق اكتساب الكلمة لمعان جديدة بالشجرة تنبت فروعا جديدة. وهذه الفروع بدورها تنبت فروعا أصغر.
وموضوع هذا التقرير هو تعرف طرق أو أشكال التطور الدلالي. هذا الموضوع يبحث في ما فيها التي تذهب إلى تعريف الطلاب عن ماهية طرق أو أشكال التطور الدلالي.
يستهدف هذا التقرير إلى ما يلي: (1) طرق التطور الدلالي، (2) و أشكال تغير المعنى (مظاهره).



أ- طرق التطور الدلالي
قال سالم الخماس أن طرق التطور الدلالي ثمانية أقسام.[1]  هي :
1. تخصيص الدلالة
وهو أن تتغير دلالة  الكلمة التي كانت تدل على معانٍ كلية عامة لتصبح تدل على معنى خاص، ويمكن أن نميّز في مفردات العربية نوعين من التخصيص: تخصيص لم يؤدِّ إلى لحن، وتخصيص أدى إلى لحن:
(أ‌)                  تخصيص فصحة أو تخصيص لا يُعدُّ لحنا
هي تلك التغييرات التي حدثت في عصور قديمة في العربية قبل زمن الاحتجاج أو أثناءه، ويدخل فيه أيضا تخصيص الوضع الاصطلاحي في ألفاظ العلوم كالفقه والكلام والفلسفة والنحو وغيرها  نحو :
المعنى قبل التغيير
المعنى بعد التغيير
الطب: العامل الحاذق
العلاج، السحر
مأتم: اجتماع
اجتماع للعزاء
جَوْن: كلمة فارسية تعني اللون
الأسود، وقد تعني الأبيض في بعض الشواهد
لحْم: في العبرية ولآرمية تعني الخبز ويبدو أن أصل معناها في السامية الأولى هو "الطعام"
أجزاء الجسم الحي
الَّسبْت: الدهر
يوم خاص من أيام الأسبوع


(ب‌)              اخصيص عامية أو تخصيص يُعدّ لحنا
وهي تلك التغييرات التي حدثت متأخرة وبدون وضع علمي نحو :
المعنى قبل التغيير
المعنى بعد التغيير
الطهارة: النظافة
الختان
الحرامي: من كان من عادته ارتكاب الحرام
السارق
الحُرمة: ما لا يجوز انتهاكه من مال أونفس أوعرض
الزوجة، المرأة
الرَّيحان: كل شجر طيب الرائحة كالورد والنعناع والآس
الآس
اليقطين: كل شجر ينبسط على الأرض كالقثاء والخيار والبِطّيخ
القرع
القِرى: إكرام الضيف
وليمة الزواج

2. تعميم الدلالة
وهو أن تتغير دلالة الكلمة التي كانت تُطلق على فرد أنوع معين لتصبح تطلق على أفراد كثيرين أو على الجنس كله؛ ويمكن كذلك ان نميز في التعميم نوعين :
(أ‌)                  تعميم فصحة أو تعميم لا يعد لحنا نحو :
المعنى قيل التغيير
المعنى بعد التغيير
رَجُل: أحد المحاربين الذين يسيرون على أرجلهم، أي من غير الفرسان.
الذكر البالغ من بني الإنسان
القافلة: العِير العائدة
العير
تعالَ: اصعد
ائتِ
الحُلْم: الاحتلام وهو ما يراه النائم البالغ في منامه من رؤى، مشتق من حلُم: أصبح كبيرا، بالغا.
الحُلُم: الرؤيا عامة
الأيِّم: المرأة التي لا زوج لها
المرأة التي لا زوج لها والرجل الذي لا زوجة له
(ب‌)              تعميم يعد من اللحن نحو :
المعنى قيل التغيير
المعنى بعد التغيير
الاستحمام: الاغتسال بالماء المحمى
الاغتسال بالماء
شاف: تطاول ونظر
رأى
راح: سار بالعشي
ذهب
الهرْج: الكلام المختلط
الكلام

3. نقل الألفاظ لتشابه المعنى ( الإستعارة )
وهو نوع من تغير مجال الدلالة بسبب نقل لفظ من معنى أو من شيء إلى معنى آخر أو شيء آخر بسبب مشابهة بينهما، وهذا ما يُطلق عليه الاستعارة. و هي ثلاثة أنوع :
(أ‌)               مشابهة حسّية شكلية مثل :
المعنى الأصلي
المعنى الإستعاري
أذن : حاسة السمع
والأذن من القلبِ، والسهمِ، والنَّصْل، وأذن الكوز والدلو: مقبضهما
الضُلع : أحد أضلاع البدن
جبل مُسْتَدِقٌّ طويل معوج
العُنق : وُصْلة ما بـين الرأْس والـجسد
عُنُق كل شيء

(ب‌)           مشابهة معنوية
المعنى الأصلي
المعنى الإستعاري
عين : عُضو البصر
السيد، والذهب تشبيها بالعضو بجامع النفاسة و الأفضلية
النور : الذي يضيء
الإسلام و الإيمان
الكفر : التغطية
الكفر و الجحود


 (ج) تبادل الحواس وهي الحالة التي يُستعار فيها لفظ أو وصف لشيء يُدرك بحاسة معينة ليُطلق على شيء آخر يُدرك بحاسة أخرى، نحو:
الكلمة
المعنى التبادلي
المقارنة في تبادل الحواس
أحمر صارخ : وصف للصوت و هو أمر يدرك بالسمع
الأحمر الشديد
مسموع - مرئي
ماء زعاق : وصف للماء و هو أمر يدرك بالسمع
ماء مُرٌّ
مسموع – ذو طعم

4. نقل الألفاظ لعلاقة المعنى ( المجاز المرسل )
وهو ما يسمى في الاصطلاحات البلاغية بالمجاز المرسل؛ وهو تغير في مجال الدلالة يحدث عند نقل لفظ من معنى أو من شيء إلى آخر له به علاقة غير المشابهة و هي سبعة أقسام :
(أ‌)   المجاورة المكانية حيث ينقل اللفظ من الدلالة على شيء إلى آخر يجاوره نحو :
المعنى الأصلي
المعنى المجازي
حِقو : خصر
خيط تشدّه المرأة على خصرها
بريد : الدابة التي احمل الرسائل
الرسالة، ديوان البريد

(ب‌)    المجاورة الزمانية وهو نقل لفظ من معنى إلى آخر لتزامنهما أو تقاربهما زمانا نحو :
المعنى الأصلي
المعنى المجازي
نجم : جرم سماوي واحد أو مجموعة
الوقت المضروب لتناول أجرة للوطيفة
يوم شات : ممطر
مطر
 (ج) لجزئية حيث يُنقل اللفظ من الجزء ليُطلق على الكل نحو :
المعنى الأصلي
المعنى المجازي
العين : عضو للبصر
الجاسوس
لسان : عضو للفم
لغة

(د) الآلية  وهو انتقال نقل لفظ الآلة إلى الشيء كله نحو :
المعنى الأصلي
المعنى المجازي
لسان : عضو من أعضاء البدن
لغة

 (ه) الحالية: وهو انتقال اللفظ من الحالّ إلى المحل   
المعنى الأصلي
المعنى المجازي
حُمَة العقرب
سمّها أو إبرتها

(و) المُسَببية: وهو نقل من النتيجة إلى السبب نحو :
المعنى الأصلي
المعنى المجازي
رِجز : عذاب
عبادة الأصنام
 (ز) اعتبار ما سيكون حيث انتقل المعنى بما يسكون في الستقبل
المعنى الأصلي
المعنى المجازي
حشيش : العشب المقطوع
العشب النابِت

5. نقل المعاني لتشابه الألفاظ
وهو نقل معنى من لفظ إلى آخر لتوهم أنّ بينهما علاقة دلالية، وهذا يحدث إما بسبب
(أ‌)               الاشتقاق الشعبي: وهو تحليل دلالي يقوم به الناس العاديون غير المتخصصين في تحليل مفردات اللغات، ومن أمثلته:
-       الزكاة : وهي الصدقة الواجبة، تشتقها المعاجم العربية من الفعل زكا بمعنى "نما وزاد؛" لأنها تزيد المال وتكثره. ولكن عند التأمل في أصلها نجدها مأخوذة من زكا بمعنى "أصبح نقيا، خالصا،" ومنه جاءت التزكية وهي "التظهير" كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء) (النساء:49) يزكون: ينـزهون،  وقوله: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) (الشمس:7-9)، زكاها: طهّرها. وبناء عليه، فالزكاة المعروفة أقرب دلاليا إلى معنى التطهير من معنى
-       الصّرْد "البرد"، وبعض الناس يظنّ أنه مشتق من صَرَدَ، أي "طعن" لشدة البرد.
(ب‌)           العدوى الصوتية: وهي نقل معنى من لفظ إلى آخر لوجود تشابه لفظي بينهما، مثل:
عتيد "حاضر" كما وردت في قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق: 18) وقوله تعالى: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) (ق:23) ولكنّ بعضهم يتوهم أنّ معناها "شديد" قياسا على كلمتي شديد وعنيد لأنهما تقاربها في اللفظ.

6. نقل المعاني لتجاور الألفاظ
وهو نقل معنى من لفظ إلى آخر لتجاورهما في التراكيب كثيرا، فيُحذف أحدهما ويبقى الآخر يحمل معناه، مثل:
-     مَلَّة: الملّة الرماد الحار، ولكنها في قول العامة: أكلنا ملّةً، تعني خبزا؛ وهذا ناتج عن حذف كلمة خبز ونقل معناها إلى ملة
7. رقي الدلالة
وهو التغيير المتسامي بتغيير معانٍ كانت عادية أو ضعيفة أو وضيعة إلى معان قوية أو شريفة، مثل:
-     رسول، كانت تعني المرسَل، ثم شرُف معناها لتدل على الواحد من رسل الله.
-      السُّفْرة: طعام المسافر، والآن تعني ما على المائدة مما لذّ وطاب من مأكل ومشرب.
8. انحطاط الدلالة
وهي تغيّر دلالي معاكس لرقي الدلالة، بحيث يتغيّر معنى اللفظ من قوة وسموّ وتأثير في الأسماع إلى معنى ضعيف مبتذل نحو:
الأستاذ: كلمة فارسية تعني "معلم الصناعة ورئيسها،" وفي العربية أصبح معناها "المعلّم" و"الشيخ،"
         وفي العامية ابتذل معناها فأصبحت تطلق مجاملة على كل شخص، وحرفت أيضا إلى أسطى لتطلق على صناع الأحذية ومن شابههم.
ب- أشكال التطور الدلالي
قال الدكتور سالم الخماس أن التطور الدلالي ثلاثة أشكال.  هي :
1. توسيع المعنى
يقع تيسيع المعنى أو امتداده عندما يحدث من معنى خاص إلى معنى عام. ويعد هذا الشكل على قدم المساواة في أهمية مع شكل الآتي ( تضييق المعنى )، و إن كان الدكتور إبراهيم أنيس يرى أن (تعميم الدلالات أقل شيوعا في اللغات من تخصيصها، و أقل أثرا في تطور الدلالة و تغيرها). و يعني توسيع المعنى أن يصبح عددما تشير إليه الكلمة أكثر من السابق، أو يصبح مجال استعمالها أوسع من قبل. نحو :
-       فالطفل قد يطلق كلمة "تفاحة" على كل الأشياء المستديرة التي تشبهها في الشكل مثل : البرتقالة و كرة التنس و أكرة الباب و ثقالة الورق.
-       في السلافية الجنوبية صار اسم الوردة يطلق على الوهرة عموما
2. تضييق المعنى
ويعد تضييق المعنى - و سماه إبراهيم أنيس تخصوص المعنى- اتجاهات عكس السابق. ويعني ذلك تحويل الدلالة من المعنى الكلي إلى المعنى الجزئي أو تضيق مجالها. وعرفه بعضهم بأنه تحديد معاني الكلمات وتقليلها نحو :
-       كلمة " حرامي " هي في الحقيقة نسبة إلى الحرام. ثم تخصصت دلالتها و استعملت بمعنى " اللص" في القرن السابع الهجري في بعض النصوص المرية.
-       في لهجات الخطاب تخصصت كلمة " الطهارة " و أصبحت تعني " الختان "
-       و تخصصت كلمة " الحريم " فبعد أن كانت تطلق على محرم لا يمس أصبحت الآن تطلق على النساء
3. نقل النعنى
يقول فندريس في تحديد المراد بنقل المعنى: «يكون الانتقال عندما يتعادل المعنيان أو إذا كانا لا يختلفان من جهة العموم والخصوص…»(11)، أي أن الاستعمال الجديد لا يكون أخصّ من القديم ولا أعم منه، وإنّما مساو له، ولهذا يتخذ الانتقال المجاز سبيلا له، لما يملكه المجاز من قوة التصرف في المعاني عبر مجموعة من العلاقات والأشكال، من أمثلة ذلك :
-        كلمة الإدغام وتعني إدخال حرف مكان حرف في الدرس الصوفي ولكن أصل الكلمة هو إدخال اللجام في فم الدواب لوجه الشبه بين الفعلين فانتقل المعنى من المحسوس إلى المجرد
-       كلمة luck  قد تكون بمعنى الحظ الطيب أو السيئ، ولكنها تميل إلى أن تتخصص في المعنى الأول، و يدل على ذبك الصفة lucky
4. المبالغة
اعتبر  Ullmann  المبالغة من أشكال تغير المعنى و وعدها مسؤولة عن تلك الشعارات المذهبية و الإصطلاحات الخادعة التي تستغلها أجهزة الدعاية أسوأ استغلال حتى إنها لا تلبث أن تؤدي إلى عكس المقصود منها نحو :
-       هو سعيد بشكل مخيف، ورائع بكل بساطة
ومثل هذه التعبيرات الصارخة سرعان ما تفقد جدتها وقوة التعبير فيها. حتى تصبح مبتذلة بالية، ثم تخلفها و تحل محلها تعبيرات أخرى.
المراجع
الدكتور مختار عمر " علم الدلالة " عالم الكتب، القاهرة الطبعة السادسة 2006
التغير الدلالي في الحديث النبوي الشريف - الوعي اللغوي - موقع حضارة الكلمة –
شبكة الألوكة.htm
معجم اللهجات في المملكة العربية السعودية htm
عودة خليل أبو عودة " التطور الدلالي بين لغة الشعر الجاهلي و لغة القرآن الكريم " مكتبة المنار، أردن  2009
H.R Taufiqurrochman, M.A “ Leksikologi Bahasa Arab” Uin malang Press 2008



[1] التغير الدلالي في الحديث النبوي الشريف - الوعي اللغوي - موقع حضارة الكلمة - شبكة الألوكة.htm

Tidak ada komentar:

Posting Komentar